لا يتحقق السلام بغياب الحرب، وإنما يتحقق بوجود العدل

لا يتحقق السلام بغياب الحرب، وإنما يتحقق بوجود العدل 




المساواة في الإسلام:

في الاسلام بعض صور المسـاواة في الشرع التي يستغلها دعاة المساواة: إما للتشكيك في الشرع بدعوى التناقض لوجودها هنا وانتفائها هناك، أو للاستدلال بها على المساواة المطلقة؛ وكِلا الأمرين باطل. وهنا أذكر بعض صور المساواة في الشرع للدلالة على العدل بمفهومه الصحيح في الإسلام؛ بمعنى أن الحكمة تقتضي التسوية هنا، وقد تقتضي الحكمة ذاتها التفرقة في مكان آخر. من هذه الصور ما يلي:

المساواة في أصل الخلقة:

والمقصود بذلك أن الناس في أصل الخلقة سواء، أي في الإنسانية؛ فكل الناس لآدم وآدم خلق من تراب، لا فرق بين أبيض وأسود وأحمر، ولا طويل ولا قصير، ولا عربي ولا عجمي، ويدل على ذلك عدة نصوص منها:
-  قوله ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (الحجرات: 13)

المساواة في أصل الخطاب الشرعي بالإسلام:

إن الخطاب الشرعي بالإسلام، جاء للناس جميعاً، العرب والعجم، البيض والسود، دون تمييز؛ لأن الله ـ تعالى ـ أرسل محمداً صلى الله عليه وسلم للناس كافة. قال ـ تعالى ـ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} [سبأ: 28]، فالخطاب موجه للناس جميعاً دون تمييز. وقال ـ تعالى ـ: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنِّي رَسُولُ اللَّهِ إلَيْكُمْ جَمِيعاً} [الأعراف: 158]. فلا يجوز أن يقال إن دعوة النبي صلى الله عليه وسلم خاصة لجنس دون جنس، ولا لجهة دون جهة .
يقول ـ تعالى ـ: {فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّنْ بَعْضٍ} [آل عمران: 195]، فأركان الإسلام الخمسة بالجملة يطالَب بها الرجال والنساء، لم تستثنِ واحداً منهم. والترغيب في فضائل الأعمال للرجال والنساء كالإنفاق وغيره، والدعوة إلى مكارم الأخلاق كالصدق والأمانة وغير ذلك.