مِنَ العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه

مِنَ العدل أن يأتي الرجل من الحجج لخصومه بمثل ما يأتي به لنفسه 




مفهوم المساواة:

توسع البعض في مفهوم المساواة واعتبره مفهوما مطلقا وأخذ به في كل مـكان وكـل مجال حيث ذهب إلى أن معناه إزالة كل الفوارق وإذابة كل الحواجز من أي مصدر كانت، وأن النـاس سواء لا يفرق بينهم دين ولا شرع ولا جنس، سواء كان ذلك في الشرع، أو التعامل أو غيره .
وهذا يصـادم نصوص الشرع الصريحة الواضحة التي تنفي المسـاواة بين بعـض الأشياء، مثل قوله ـ تعالى ـ: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18]، وقــولــه ـ تعـالـى ـ: {وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى} [آل عمران: 36]. فالإسلام ليس دين مساواة، بل دين العدل.

مفهوم العدل:

 العدل هو كل مفروض، من عقائد وشرائع في أداء الأمانات، وترك الظلم، والإنصاف، وإعطاء الحق. ويمكن إجمال أهم الفروق بين العدل والمساواة في الآتي: إن العـدل في الشـرع مأمـور به ومـرغَّـب فيه مطلقاً، في كل مكان، ومع أي شخص كان. قال ـ تعالى ـ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: 8]، وقال ـ تعالى ـ: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْـمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَسعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]. أما المساواة، فمنفية في بعض المواضع، كقوله ـ تعالى ـ: {أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لاَّ يَسْتَوُونَ} [السجدة: 18].